دشنت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بنكَ الطعام العُماني، وهو عبارة عن شركة عمانية غير ربحية رائدة في مجال توفير الطعام المناسب للمستفيدين، من خلال منظومة عمل احترافية تغطي جميع أنحاء السلطنة بهدف الحفاظ على الغذاء، وذلك خلال احتفال سلطنة عُمان بيوم الأغذية العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، وقد أقيم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

وعلى هامش الاحتفال – الذي أُقيم تحت رعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه – وقّع بنك الطعام العماني اتفاقيات مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، لتعزيز التعاون في إعادة تدوير مخلفات الأغذية.

وقال سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة في كلمة له خلال الحفل: “إن الاحتفالَ بيومِ الأغذيةِ العالمي في كلِّ عامٍ يأتي تعزيزًا للأمنِ الغذائي، وتأكيدًا على أهميةِ الغذاءِ للشعوب، واستمرارًا لرفعِ الوعي بخطرِ الجوعِ على البشر والأخذِ بالتدابيرِ اللازمةِ للحد منه، كما يُعدُّ مراجعةً تحليليةً لأوضاعِ الزراعةِ والأغذيةِ على المستوياتِ العالمية والإقليمية والوطنية، وتقييمًا لما تم إنجازهُ، وتحديدًا لما هو مطلوبٌ إنجازهُ، وتشخيصًا للتحدياتِ المستجدة”.

وأشار سعادته إلى أهمية تظافر جهود مختلفِ دولِ العالمِ لترجمةِ شعارِ المنظمةِ لهذا العام، الذي يحملُ الكثيرَ من المعاني النبيلةْ، قائلًا: “إن إنتاج الغذاءِ لتلبيةِ احتياجاتِ البشريةِ يجبُ أن يصاحبهُ الاستغلال الأمثل للمواردِ الطبيعيةِ، بما يَكْفُلُ استدامة هذه الموارد والحفاظ عليها، ولن يتحققَ ذلك إلا من خلالِ اتباعِ دول العالم للطرق الحديثةِ في الزراعةِ، التي سَتُسْهِمُ بشكلٍ كبيرٍ في الترشيدِ من استخدامِ المواردِ الطبيعيةِ مع تحقيقِ زيادةٍ في الإنتاج، الأمرُ الذي من شأنهِ توفير الغذاءِ للبشريةِ وضمان توفير حياةٍ كريمةٍ لشعوبِ العالم”.

وأوضح سعادة الدكتور بأن سلطنةُ عمانَ بذلت خلالَ السنواتِ الماضيةِ الكثيرَ من الجهودِ في سبيلِ النهوضِ بقطاعيْ الزراعةِ والثروةِ السمكيةِ؛ سعيًّا منها نحوَ رفعِ كمياتِ الإنتاجِ من المنتجاتِ الزراعيةِ النباتيةِ والحيوانيةِ والسمكيةِ، وذلكَ من خلالِ اتباع الطرقِ الحديثةِ في الإنتاجِ، كما عَمِلَتْ على دعمِ قيام شركاتٍ استثماريةٍ متخصصةٍ في المجالاتِ ذات الصلةِ بإنتاجِ وتصنيعِ الموادِ الغذائيةْ.

وأكد سعادته أن الجهود المبذولة خلال الفترةِ الماضيةِ أسهمت في رفعِ إنتاجِ سلطنةِ عمانَ من الموادِ الغذائيةِ، وتغطيةَ جزءٍ كبيرٍ من احتياجاتِ سكانها من المنتجاتِ الزراعيةِ والسمكيةْ، موضحًا أن الأرقام تشير إلى ارتفاعِ كميةِ إنتاجِ السلطنةِ من المنتجاتِ الزراعيةِ /النباتية والحيوانية/ والسمكيةِ، حيثُ بلغتْ نحو (4.6) ملايين طن عام 2021م مقارنةً بمليونين و(900) ألف طن عام 2015م، محققةً معدل نمو بلغ في المتوسط قرابة (8.1 %) خلال تلك الفترة.

وأضاف أن قيمة الإنتاج الزراعي والسمكي لعام 2021م بلغت مليار و112 مليون ريال عماني مقارنةً بـ (693) مليون ريال عماني عام 2015م، محققًا معدل نمو بلغ قرابة (8.2 %) خلال تلك الفترة، وقد بلغت قيمة الناتج المحلي لقطاعي الزراعة والثروة السمكية عام 2021م نحو (759) مليون ريال عماني.

من جانبها قالت حسناء بنت محمد الحارثية مساعدة ممثل مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بسلطنة عمان: “يأتي الاحتفال هذا العام في الوقت الذي يستمر فيه معدل الجوع في الارتفاع، الذي أثّر على (828) مليون شخص في عام 2021 – بزيادة نحو (46) مليون شخص – مقارنة بعام 2020، (150) مليونَ بعام 2019.

تضمّن الحفل جلستي عمل ناقشتا أبرز المواضيع المتعلقة بالأمن الغذائي والتطورات التكنولوجية في مجالات الأنظمة الغذائية والزراعية والسمكية وسلامتها واستدامتها وآثار تغيير المناخ على الغذاء.